توزيع الحقائب المدرسية في الجزائر.. مبادرة موسمية أم سياسة ترقيعية؟

يشهد الدخول المدرسي 2025-2026 إطلاق عملية توزيع الحقائب المدرسية في الجزائر، حيث خصصت وزارة التضامن الوطني أكثر من 182 ألف حقيبة للتلاميذ. ورغم أن السلطات تقدّم هذه المبادرة كدليل على التضامن الاجتماعي، إلا أن الكثير من العائلات ترى فيها سياسة ترقيعية لا تعالج أزمة التعليم المتفاقمة.
توزيع الحقائب المدرسية في الجزائر.. بين الخطاب الرسمي والواقع
منحت الحكومة ولاية سيدي بلعباس 3600 حقيبة ضمن مجموع العملية الوطنية. وأكدت الوزيرة أن الهدف هو دعم الأطفال في الأطوار التعليمية الثلاثة، بما في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة من خلال حقائب مكيّفة. ومع ذلك، تبدو هذه الأرقام بعيدة عن الواقع الاجتماعي، إذ لم تعد الأسر تبحث عن حقيبة مجانية بقدر ما تحتاج إلى إصلاح عميق للمدرسة الجزائرية.
انعكاسات توزيع الحقائب المدرسية في الجزائر على العائلات
توزيع الحقائب المدرسية في الجزائر يتزامن مع ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية، ومعاناة العائلات مع الغلاء. لذلك، حين صرفت السلطات المنحة المدرسية قبل أسابيع، لم تكفِ لشراء نصف المستلزمات. ومن ثم، تبقى المبادرة مجرد مسكّن مؤقت. الأسر تريد إصلاحاً شاملاً يضمن جودة التعليم، كما تطالب بتخفيف الاكتظاظ في الأقسام وتحسين ظروف المعلمين، لا مجرد صور دعائية للحقيبة الموزعة.
الأزمة التعليمية في الجزائر تتجاوز الحقائب والمنح
الحكومة تكرر خطاب التضامن الوطني، لكنها تتجاهل جوهر الأزمة. المعلمون والطلاب يعانون يومياً من تدهور البنية التحتية، المناهج القديمة، ونقص التكوين العصري. حتى التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهون صعوبات يومية تتجاوز حقيبة مكيّفة. وعليه، فإن استمرار السلطة في التعامل مع التعليم بعقلية الهبات الموسمية يكشف غياب رؤية وطنية لإصلاح القطاع بشكل جذري.
التعليم في الجزائر بين الشعارات والواقع
السلطات تتحدث كثيراً عن “العناية الخاصة” التي يوليها رئيس الجمهورية للتلاميذ، غير أن الواقع يكشف فجوة كبيرة بين الخطاب والممارسة. فالتلميذ الجزائري يواجه يومياً قاعات مكتظة، مناهج متقادمة، وأساتذة يشتغلون في ظروف صعبة. إضافة إلى ذلك، فإن غياب استثمارات حقيقية في البحث والتكوين يجعل المدرسة الجزائرية تراوح مكانها، بينما تكتفي الحكومة بإجراءات موسمية مثل توزيع الحقائب أو صرف منح رمزية.
إصلاح التعليم في الجزائر أولوية وطنية
الجزائر لا تحتاج إلى مبادرات موسمية، بل على العكس تحتاج إلى استراتيجية حقيقية تعيد الثقة في المدرسة. التلميذ الجزائري يستحق تعليماً حديثاً، مناهج متطورة، وأساتذة مدربين. وبالفعل، لن تعوّض عمليات توزيع الحقائب غياب إصلاح عميق. في المقابل، يبقى الأمل معقوداً على وعي المجتمع بضرورة الضغط من أجل إصلاح واقعي يضع التعليم في صدارة الأولويات.