الدخول الاجتماعي في الجزائر.. بين شعارات السلطة ومعاناة الشعب اليومية

يأتي الدخول الاجتماعي في الجزائر هذا العام وسط أجواء من القلق الشعبي وتكرار الخطاب الرسمي. فالحكومة تَعِد مجدداً بتوفير النقل والإطعام المدرسي، وضمان ظروف جيدة للتلاميذ والطلاب، إلا أن الواقع اليومي يكشف عجز السلطة عن الاستجابة لمطالب المجتمع. هذه الفجوة بين الوعود والواقع تجعل الدخول الاجتماعي مرادفاً للأزمات بدل أن يكون بداية جديدة.

الدخول الاجتماعي في الجزائر بين الشعارات والواقع

الوزير السعيد سعيود شدّد على توفير النقل والإطعام المدرسي. لكن المشهد على الأرض مختلف. آلاف التلاميذ في القرى يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم، في ظل غياب حافلات مؤهلة أو وجبات مدرسية مقبولة. الوعود تتكرر كل عام، لكن الفشل في التنفيذ صار جزءاً من المشهد التعليمي والاجتماعي.

لجان بيروقراطية بلا جدوى

السلطات أعلنت عن تشكيل لجان محلية لمتابعة الدخول الاجتماعي. غير أن هذه الخطوة لا تتجاوز البيروقراطية المألوفة. المواطن ينتظر تحسينات ملموسة في حياته اليومية، لا تقارير شكلية تُرفع كل شهر. اللجان تتحول عادة إلى واجهة لإخفاء التقصير، بينما الأزمات تبقى كما هي.

الخريف والشتاء: موسم المآسي يتجدد

الحكومة تتحدث عن الاستعداد لموسم الخريف والشتاء. لكن تجارب السنوات الماضية برهنت أن الوعود لا تمنع تكرار الكوارث. فيضانات، انهيارات طرق، وانقطاع الكهرباء، كلها أحداث مألوفة في المدن والقرى. السبب ليس في قلة التعليمات بل في غياب المتابعة والرقابة، إضافة إلى الفساد الذي يبتلع الأموال المخصّصة للبنية التحتية.

أمن المواطن ورهانات السلطة

الاجتماع لم يغفل الحديث عن “تأمين المواطن”. لكن الجرائم اليومية في الأحياء تكشف أن جذور المشكلة اجتماعية واقتصادية. البطالة وانعدام العدالة يولدان العنف، ولا يمكن للخطاب الأمني وحده أن يوقف هذا النزيف.

أزمة حكم لا أزمة ظرفية

الواضح أن الدخول الاجتماعي في الجزائر يعكس أزمة سياسية عميقة أكثر من كونه مجرد خلل تنظيمي. النظام يكرر نفس الأساليب: اجتماعات، لجان، تعليمات. لكن المواطن يحتاج إلى إرادة سياسية صادقة تُعلي مصلحته فوق الحسابات الضيقة. ما لم يحدث ذلك، ستبقى الوعود مجرد شعارات إعلامية تخفي واقعاً مأزوماً يزداد سوءاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى