منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة يثير جدلا عالميا

أثار منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة موجة واسعة من الجدل في الأوساط الإعلامية والسياسية. واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز القرار الإسرائيلي “مخزيا ومدمرا للذات”. جاء هذا الموقف يوم الأحد الماضي، في ظل استمرار الحرب على القطاع منذ أشهر.

انتقاد نيويورك تايمز لقرار إسرائيل

أكدت هيئة تحرير نيويورك تايمز أن منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة يعزز غياب الشفافية ويضعف مصداقية إسرائيل أمام العالم. وأوضحت أن المخاطر كبيرة، إذ قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 200 صحفي خلال الحرب، لكنها رأت أن ذلك لا يبرر حرمان الإعلام المستقل من التغطية.

مقارنة مع تجارب دول أخرى

أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة سمحت للصحفيين بتغطية حروبها في أفغانستان والعراق، كما سمحت أوكرانيا بمتابعة الحرب ضد روسيا. بينما اختارت إسرائيل إغلاق الأبواب أمام الإعلام الدولي، وهو ما يعزز الشكوك حول ما تحاول إخفاءه.

الصحفيون الفلسطينيون يسدون الفراغ

ذكرت الافتتاحية أن الصحفيين الفلسطينيين تحملوا عبء التغطية الإعلامية بشجاعة، رغم المخاطر اليومية. وأكدت أن الحكومة الإسرائيلية تحاول إخفاء حجم الدمار، بما في ذلك أعداد القتلى من المدنيين، وانتشار الجوع، وانهيار البنية التحتية.

وسائل التواصل تكشف الحقائق

قالت الصحيفة إن السلطات الإسرائيلية تسعى إلى منع العالم من رؤية “الرعب الكامل للحرب”. لكنها أشارت إلى أن الصحفيين المحليين ووسائل التواصل الاجتماعي كشفوا الكثير من الحقائق التي حاولت إسرائيل طمسها.

الهجمات على الصحفيين

أوضحت نيويورك تايمز أن قسوة إسرائيل تجاه الإعلاميين ظهرت جليا في الهجوم على مستشفى ناصر في خان يونس الأسبوع الماضي. وأسفر القصف عن مقتل خمسة صحفيين من أسوشيتد برس ورويترز والجزيرة وميدل إيست آي. ووصفت الصحيفة الحادث بأنه “مثال مروع وصادم”.

الضربات المزدوجة تزيد المخاطر

ذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يعتمد أحيانا أسلوب “الضربات المزدوجة”، حيث ينفذ غارة أولى ثم يتبعها بأخرى. وغالبا ما يصل الصحفيون وفرق الطوارئ إلى الموقع بعد الضربة الأولى، مما يجعلهم في مواجهة الخطر المباشر.

دعوات دولية لحماية الإعلاميين

ذكّرت الصحيفة بأنها وقعت مع أكثر من 100 وسيلة إعلامية في فبراير 2024 على بيان يدعو إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي. وطالبت بحماية الصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون عملهم رغم التهديدات اليومية.

خلصت الافتتاحية إلى أن منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة لن يحمي إسرائيل من الانتقادات، بل سيضاعف الضغوط الدولية عليها ويزيد الشكوك حول أهدافها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى