سحق البذور الزيتية في جيجل.. وعود حكومية تتكرر والمواطن ينتظر النتائج

سيدشّن الوزير الأول، سيفي غريب، اليوم الإثنين، مشروع سحق البذور الزيتية في ولاية جيجل. وقد أعلنت الحكومة عن هذا المشروع كخطوة استراتيجية مهمة لتقليص اعتماد البلاد على الاستيراد في قطاع الزيوت النباتية والأعلاف. ومع ذلك، يبقى المواطن الجزائري متشككًا، خاصة بعد تراكم الوعود التي لم تنفذ على أرض الواقع.
خطاب مكرر وواقع هش
زار الوزير الأول نفس المصنع بداية هذا العام عندما كان وزيرًا للصناعة. آنذاك، أكد أن المصنع سيدخل مرحلة الإنتاج قريبًا. بعد مرور تسعة أشهر، يعود ليشدد على أهمية المشروع ذاته، مع تغيّر منصبه فقط. المصنع يتبع الشركة القابضة “مدار” ويتواجد في ميناء جن جن. يُفترض أن يغطي 40٪ من حاجيات السوق المحلية من الزيوت النباتية و60٪ من الأعلاف. لكن رغم هذه الأرقام الطموحة، لا تزال الحكومة مترددة في نشر تفاصيل دقيقة حول خطة الإنتاج والتوزيع، مما يثير التساؤلات حول جدوى المشروع.
المواطن لا ينتظر الزيارات بل النتائج
الجزائريون يدركون جيدًا أن الزيارات الرسمية والاحتفالات لا تكفي لمواجهة أزمات نقص الزيوت وارتفاع الأسعار. المواطن العادي يحتاج إلى منتجات متوفرة بأسعار معقولة وثابتة، بعيدًا عن التصريحات الإعلامية التي لا تترجم إلى واقع. من جهة أخرى، فإن التجارب المتكررة مع المشاريع الحكومية جعلت الشارع متشككًا في وعود المسؤولين، لكنه يبقى يراقب عن كثب، متمنيًا أن يثبت المشروع الجديد نجاحه.
كيف سينجح مشروع سحق البذور الزيتية؟
يرى الخبراء أن نجاح هذا المشروع يحتاج إلى عدة عوامل رئيسية. بدايةً، يجب أن توفر الحكومة دعمًا فعليًا للمزارعين المنتِجين للبذور الزيتية، وتسهل إجراءات التوريد لضمان توفر المادة الأولية بشكل مستمر. إلى جانب ذلك، يلزم ضمان توزيع عادل للمنتجات لمنع احتكار السوق وارتفاع الأسعار. كذلك، يتعين إشراك القطاع الخاص بشكل فعال في جميع مراحل الإنتاج والتسويق. ولا بد من تطبيق رقابة صارمة على جودة الإنتاج لمنع التلاعب وحماية المستهلك.
الحكومة أمام امتحان الثقة
تقف الحكومة اليوم أمام اختبار حقيقي مع إطلاق مشروع سحق البذور الزيتية في جيجل. المواطن الجزائري يراقب بحذر، ويريد رؤية خطوات عملية تتجاوز الوعود والكلمات. إذا نجحت الحكومة في تحويل المشروع إلى واقع ملموس يضمن توفر الزيوت والأعلاف بأسعار مناسبة، فسوف تستعيد ثقة المواطن التي فقدت على مدار سنوات. أما إذا اكتفت بالاحتفالات والتصريحات، فسيبقى المشروع مجرد صفحة أخرى من الوعود غير المنفذة.