القبايل والبوليساريو.. ازدواجية الجزائر في حق تقرير المصير

القضية القبايلية في الجزائر تكشف تناقضاً صارخاً في سياسات النظام. يرفع النظام شعارات “حق تقرير المصير” لدعم جبهة البوليساريو خارج الحدود. في المقابل، يعيش سكان منطقة القبايل تحت القمع والتضييق. يُحرم الأمازيغ من أبسط حقوقهم في التعبير عن هويتهم والمطالبة بالحكم الذاتي. هذه الازدواجية تثير تساؤلات عن مصداقية السياسة الرسمية.
حركات سلمية تواجه القمع
تعمل حكومة القبايل المؤقتة من المنفى بقيادة فرحات مهني على المطالبة بالحكم الذاتي بطريقة سلمية. ومع ذلك، ترد السلطات الجزائرية بحملة قمع شديدة تشمل الاعتقالات والملاحقات القضائية وتشويه السمعة إعلامياً. في عام 2021، صُنفت حركة “الماك” كتنظيم إرهابي، رغم عدم وجود أدلة على تورطها في العنف. يوضح هذا النهج رفض النظام لأي حوار أو تسوية سلمية.
تناقض صارخ في خطاب السلطة
في المقابل، يتجاهل النظام معطيات دولية تشير إلى تورط بعض عناصر البوليساريو في شبكات تهريب السلاح والمخدرات. كما توجد تقارير عن تعاونها مع جماعات متطرفة مثل القاعدة وداعش. علاوة على ذلك، كشفت التحقيقات عن علاقات مشبوهة بين قيادات البوليساريو والحرس الثوري الإيراني. هذه الوقائع تكشف ازدواجية في تطبيق القانون والمعايير الأخلاقية.
حق تقرير المصير كسلاح سياسي
يؤكد خبراء “ساحل أنتيليجنس” أن النظام يستخدم مبدأ تقرير المصير انتقائياً. فهو يستثمر القضية الصحراوية كورقة سياسية ضد المغرب، بدل الالتزام بالقانون الدولي والأخلاق. بهذا، تتحول شعارات الحرية والعدالة خارج الحدود إلى أداة قمع داخلي ضد المواطنين.
أثر إنساني عميق على القبايل
يعيش أبناء القبايل وضعاً إنسانياً صعباً. تتعرض الأسر للنفي والاعتقال. يعيش النشطاء في خوف دائم من الملاحقات الأمنية. لذلك، القضية القبايلية ليست مجرد خلاف سياسي، بل مأساة حقيقية تعكس معاناة شعب يطالب بالحرية والكرامة.
مستقبل غامض لشمال إفريقيا
يحذر خبراء من أن استمرار هذه الازدواجية قد يؤدي إلى صراعات بالوكالة في شمال إفريقيا. تتحرك خيوطها من مراكز القرار العسكري في الجزائر. في الوقت نفسه، يواصل المغرب طرح مبادرة الحكم الذاتي كحل سلمي يحظى بدعم دولي متزايد، ما يجعله الخيار الأكثر استقراراً للمنطقة.
القضية القبايلية في الجزائر تفضح ازدواجية النظام بين دعم الانفصال خارج حدوده وقمع المطالب المشروعة داخله. هذا التناقض يضع حقوق الإنسان والمصداقية السياسية على المحك. يترك القبايل يعيشون يومياً بين الخوف والتهميش، في صمت دولي يزيد معاناتهم ويهدد استقرار شمال إفريقيا.