إقالة سفير الجزائر في بيروت “كمال بوشامة” تكشف هشاشة القرار الدبلوماسي أمام ضغوط واشنطن

أعلنت الرئاسة الجزائرية إقالة سفيرها في بيروت، كمال بوشامة، بعد تصريحاته التي هاجم فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وصف بوشامة ترامب بـ”المريض النفسي” و”راعي البقر”، ما أثار حفيظة السلطات التي رأت في ذلك تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية.

من اتخذ القرار؟ وما الأسباب؟

الرئيس عبد المجيد تبون صادق على القرار، بعد توصية مباشرة من وزارة الخارجية. الوزارة رأت أن تصريحات السفير تمس بمصالح البلاد وتُهدد العلاقة مع الولايات المتحدة. بدل الدفاع عن حرية التعبير، اختارت السلطة إسكات صوت بوشامة، وأظهرت بذلك أولوياتها الحقيقية.

متى حدثت الإقالة؟ وأين وقعت التصريحات؟

جاءت الإقالة في مطلع أكتوبر 2025، بعد ظهور تصريحات السفير في وسائل إعلام عربية ودولية. أدلى بوشامة برأيه خلال لقاء غير رسمي مع صحفيين في بيروت. لم تُمهل السلطة نفسها حتى توضح ملابسات التصريح، بل سارعت إلى التضحية به لحسابات سياسية.

لماذا اختارت السلطة هذا التوقيت؟

تحاول الجزائر في هذه الفترة استعادة دفء علاقتها مع واشنطن. لذلك، حرصت الحكومة على تفادي أي تصعيد مع الإدارة الأميركية. استقبلت الجزائر وفودًا من شركات مثل “شيفرون” و”إكسون موبيل”، ووقّعت اتفاقيات أمنية مع “أفريكوم”. وسط هذه التحركات، فضّلت الرئاسة التنازل عن الموقف، بدل المخاطرة بمصالحها مع الغرب.

ما الرسالة التي توجهها الحكومة للداخل والخارج؟

من خلال إقالة سفير الجزائر، وجهت السلطة رسائل واضحة. أولًا، أكدت أن حرية الرأي لا تسري على مسؤوليها عندما يصطدم رأيهم بمصالح كبرى. ثانيًا، أظهرت أنها مستعدة للتضحية بالكفاءات الدبلوماسية من أجل تجنب أي إزعاج لحلفائها الجدد. هذا التوجه يثير قلقًا داخل الأوساط السياسية الجزائرية، ويطرح علامات استفهام حول استقلالية القرار الوطني.

كيف ينظر الشعب والمراقبون لهذا القرار؟

واجه القرار موجة انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل. اعتبر كثير من المتابعين أن إقالة بوشامة تعكس ضعف الدولة أمام الخارج، بدلًا من أن تعكس قوتها في الدفاع عن سيادتها. الصحافة المستقلة تساءلت: كيف يمكن لبلد بحجم الجزائر أن يخضع بهذا الشكل لضغط دبلوماسي بسبب تصريح؟

إقالة سفير الجزائر لا تعكس فقط توجّهًا سياسيًا طارئًا، بل تكشف أزمة عميقة في بنية السلطة. حكومة تُفرّط في سيادتها الدبلوماسية لتضمن رضا واشنطن، لن تتمكن من بناء سياسة خارجية مستقلة. إذا استمرت السلطة في هذا النهج، فستفقد الجزائر موقعها الإقليمي، وستبدو دولة تبحث فقط عن رضا الآخرين بدلًا من حماية مصالحها الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى