بعد تنفيذ الجيش الجزائري لعملية عسكرية بولاية تبسة.. تبون يبارك وشنقريحة يصفق بينما الإرهاب لم يُهزم بعد

أعلن الجيش الجزائري عن تنفيذ عملية عسكرية جديدة في ولاية تبسة أسفرت عن مقتل ستة إرهابيين. الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، حرص على زيارة المنطقة لتأكيد نجاح العملية، ونقل تحيات الرئيس عبد المجيد تبون إلى الجنود. لكن خلف هذه التهاني، يطفو سؤال جوهري: هل هذه العمليات تعكس فعلاً استقراراً أمنياً، أم أنها مجرد استعراض عسكري مؤقت؟

الخطاب الرسمي مقابل الواقع الأمني

الجيش الجزائري يصف العملية بـ”النوعية والبطولية”، بينما يرى مراقبون أن هذا النجاح يظل محدوداً مقارنة بتوسع التهديدات الإرهابية في مناطق مختلفة. إذا كانت ستة عناصر إرهابية تمثل “إنجازاً كبيراً”، فما الذي يكشفه ذلك عن عمق الأزمة الأمنية في الجزائر؟ من الواضح أن الخطاب الرسمي يركز على تضخيم الإنجازات، متجاهلاً جذور المشكلة التي لا تزال قائمة.

غياب رؤية استراتيجية لمكافحة الإرهاب

من الناحية السياسية، تكشف هذه العملية ضعف الرؤية الاستراتيجية لدى الحكومة. فالجيش الجزائري يعتمد بشكل أساسي على الحلول العسكرية دون معالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تغذي التطرف. أين هي البرامج الوطنية لإعادة دمج الشباب في الحياة العامة؟ وأين هي السياسات التنموية التي تمنع انجراف الفئات المهمشة نحو التنظيمات المسلحة؟

انعكاسات العمليات العسكرية على المواطنين

المدنيون في تبسة ومناطق أخرى يعيشون حالة من القلق المستمر. ومع ذلك، لا تقدم الدولة معلومات كافية عن تأثير العمليات العسكرية على حياتهم اليومية. التركيز على الأرقام والقتلى يخفي تماماً البعد الإنساني للأزمة. الجيش الجزائري يكتفي بالإعلان عن “النجاحات”، في حين يتجاهل معاناة السكان المحليين من غياب الأمن والخدمات الأساسية.

متى تتحول الشعارات إلى حلول واقعية؟

السلطة السياسية في الجزائر تستخدم هذه العمليات لتعزيز شرعيتها داخلياً وخارجياً. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: متى تنتقل الحكومة من الترويج الإعلامي إلى بناء استراتيجية أمنية شاملة؟ نجاح الجيش الجزائري في القضاء على إرهابيين لا يكفي إذا لم يُرفق بإصلاحات سياسية، اقتصادية، واجتماعية تمنع عودة هذه الظاهرة من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى