حركة Genz213 تصيب النظام الجزائري بـ”الرعب”

تشهد الجزائر حالة من الترقب والقلق المتصاعد، بعدما أطلق جيل زد Genz213 دعوات واسعة للنزول إلى الشارع يوم 3 أكتوبر. السؤال الجوهري هو: لماذا يخاف النظام الجزائري من هذه الاحتجاجات؟ ومن يقف وراء هذا الحراك الشبابي المفاجئ؟

من يقود دعوات التظاهر؟

الشباب الجزائري، الذي يوصف بجيل زد، يقود اليوم موجة جديدة من الغضب عبر شبكات التواصل الاجتماعي. حيث أنهم يرفعون شعارات تطالب بالتغيير، وبمحاسبة المسؤولين عن الفساد والجمود السياسي.

كذلك، فهذه الدعوات لا تنطلق من أحزاب معارضة، بل من فئة اجتماعية مهمشة، تبحث عن مستقبل أفضل.

Genz213.. انطلاق شرارة الغضب

في البداية، فقد بدأت الشرارة قبل أسابيع قليلة، حين أطلق ناشطون وسم “GENZ213” على غرار حملة “GenZ212” التي عرفها المغرب

ثم إن الفكرة التي لاقت استحسانا، انتشرت بسرعة، وأعادت للأذهان مشاهد الحراك الشعبي لعام 2019. مما أدى بالنظام يتعامل مع هذه التحركات بقلق بالغ، خشية تكرار سيناريو “العشرية السوداء” التي عانى منها الجزائريون في التسعينات.

أين تتجه الأحداث؟

زيادة على ذلك، فإن المظاهرات المرتقبة مرشحة لتشمل عدة مدن جزائرية. السلطات نشرت أجهزتها الأمنية في شوارع العاصمة، وأعطت تعليمات صارمة لمنع أي تجمع. الإعلام الرسمي دخل بدوره على الخط، إذ شنت وكالة الأنباء الجزائرية هجوماً على المغرب، متهمة إياه بتحريك الشارع الجزائري وتصدير أزماته الداخلية. هذا الخطاب يكشف محاولة السلطة تحويل الأنظار عن أزمتها العميقة، وإيجاد “عدو خارجي” يبرر فشلها.

حراك سيكشف أزمة النظام

من جهة أخرى، يبقى أبرز ما كشفته هذه الأحداث هو الانقسام الكبير داخل هياكل الحكم، و أبرز مثال يتجلى في فرار الجنرال ناصر الجن.

فالمواطن الجزائري اليوم يدرك أن مشكلاته الحقيقية ليست في المغرب، بل في فساد النخب الحاكمة، وانسداد الأفق السياسي، وغياب العدالة الاجتماعية.

 النظام يصر على القمع

في الختام، فإن الحكومة تخشى اليوم عودة مشاهد الحراك، وتتعامل مع أي صوت معارض باعتباره تهديداً مباشراً. لكنها بذلك تعيد إنتاج نفس الأخطاء التي فجرت أزمات الماضي. فبدلاً من فتح حوار وطني، تفضل السلطة سياسة الهروب إلى الأمام: منع التظاهرات، شيطنة الشباب، واتهام الجيران. هذا النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان.

GENZ213

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى