هشاشة منظومة الأمن في الجزائر.. فرار الجنرال عبدالقادر حداد الملقب ب “ناصر الجن” يكشف هشاشة الدولة

تعيش الجزائر صدمة غير مسبوقة بعد فرار الجنرال عبدالقادر حداد المعروف بـ”ناصر الجن”، المدير السابق للأمن الداخلي، من الإقامة الجبرية. الحادثة سلطت الضوء على هشاشة منظومة الأمن في الجزائر وأثارت ارتباكًا داخل هرم السلطة.
تصاعد التوتر الأمني في العاصمة
شهدت العاصمة وضواحيها يومي الخميس والجمعة الماضيين انتشارًا كثيفًا للقوات الأمنية. شملت العمليات حواجز تفتيش على الطرق الرئيسية، ودوريات مكثفة للشرطة والجيش، إضافة إلى تحليق مروحيات عسكرية. يبدو أن المشهد وكأنه تهديد أمني وطني، رغم أن الهدف كان رجلًا واحدًا. هذا يعكس هشاشة النظام أمام كبار المسؤولين الأمنيين.
صراع أجنحة السلطة يكشف هشاشة الحكم
تولى ناصر الجن منصب مدير الأمن الداخلي في يوليو 2024، وأصبح قريبًا من الرئيس عبدالمجيد تبون. ومع ذلك، أقالت السلطات الرجل في مايو 2025 بعد أقل من عام، ما أثار تكهنات حول صراع أجنحة داخل النظام. بعد العزل، وضعوه تحت إقامة جبرية مشددة، لكنه تمكن من الفرار بسهولة، محدثًا فضيحة أمنية لم تعرفها الجزائر منذ سنوات. علاوة على ذلك، أثار الحدث أسئلة جدية حول قدرة الأجهزة على ضبط كبار قادتها السابقين.
شخصية مثيرة للجدل
يشتهر ناصر الجن بإدارته “مركز عنتر” الاستخباراتي، المرتبط بعمليات استجواب ومتابعة حساسة أثارت انتقادات حقوقية. كما أن امتلاكه لمعلومات حساسة يزيد من خطورة فراره، ويطرح تساؤلات حول توازنات القوى داخل الأجهزة الأمنية والسياسية.
ارتباك رسمي وصراع داخلي
دفعت الأزمة المجلس الأعلى للأمن لعقد اجتماع استثنائي، لم تُكشف تفاصيله. ويرى مراقبون أن الفرار لم يكن ليحدث دون تواطؤ داخلي، ما يبرز التصدعات داخل الدولة. تأتي هذه الأزمة في وقت يشهد تراجع الثقة الشعبية واحتقانًا اجتماعيًا وضغوطًا إقليمية متزايدة في الساحل وليبيا. لذلك، أصبحت مسألة ضبط كبار القادة الأمنيين أكثر إلحاحًا.
تداعيات فرار ناصر الجن على الجزائر
القضية تكشف الصراع بين أجنحة الحكم: المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية من جهة، والدوائر السياسية والاقتصادية النافذة من جهة أخرى. كما أن فرار ناصر الجن يؤثر على صورة الجزائر دوليًا، خاصة كونها شريكًا رئيسيًا لأوروبا في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية. لذلك، يظهر الحدث ضعف المنظومة الأمنية والسياسية ويعيد طرح أسئلة حول مصداقية الدولة.
سؤال مفتوح للمستقبل
بينما تستمر عمليات البحث عن الجنرال الفار، يبقى السؤال: هل يمثل الحدث اختراقًا أمنيًا عابرًا، أم مؤشرًا لصراع داخلي عميق يعيد رسم ملامح السلطة في الجزائر؟ المؤكد أن فرار ناصر الجن كشف هشاشة النظام وأعاد الرأي العام إلى واقع الأزمة الأمنية.