نشاطات البوليساريو في موريتانيا تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي

تشهد منطقة الساحل والصحراء تصاعداً كبيراً في الهشاشة الأمنية بفعل تداخل الإرهاب والجريمة المنظمة والصراعات الجيوسياسية. مع ذلك، تبرز نشاطات البوليساريو في موريتانيا كأحد أخطر مصادر التهديد، إذ يستخدم التنظيم العابر للحدود أنشطة غير مشروعة تؤثر مباشرة على استقرار موريتانيا والدول المجاورة. لذلك، يصبح من الضروري إعادة تقييم دور الجبهة وتصنيفها كتنظيم إرهابي.
تورط البوليساريو في الإرهاب والجريمة المنظمة
تؤكد تقارير استخباراتية إفريقية وغربية أن عناصر البوليساريو ضالعة في دعم جماعات إرهابية تنشط في الساحل، مثل “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و”داعش” في الصحراء الكبرى. بالإضافة إلى ذلك، تشمل هذه الأنشطة تهريب الأسلحة وتأمين مرور المقاتلين وتسهيل نقل المخدرات من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا.
هذا التداخل يشكل تهديداً مباشراً لموريتانيا التي تشترك بحدود طويلة مع مناطق تحرك البوليساريو. علاوة على ذلك، كانت البلاد لسنوات مسرحاً لعمليات تسلل أسهمت في زعزعة استقرارها الداخلي.
الجزائر ودعم البوليساريو كأداة ضغط
تلعب الجزائر دوراً محورياً في تمويل ودعم البوليساريو سياسياً وعسكرياً، بهدف استخدام الجبهة كوسيلة ضغط على موريتانيا والمغرب. بينما يزيد هذا الدعم من تعقيد الوضع الأمني، حيث تحولت المنطقة إلى ساحة صراع بالوكالة. علاوة على ذلك، يشجع الدعم الجزائري البوليساريو على تصعيد ممارساته غير القانونية.
استغلال النزعات الانفصالية في الشمال
تتقاطع مصالح البوليساريو مع دعوات انفصال شمال موريتانيا، إذ تسعى الجبهة إلى استغلال هشاشة التنمية وغياب الدولة لتعزيز نزعات الانفصال. هذه التحركات تهدد وحدة الأراضي الموريتانية وتفتح الباب أمام خلق بؤر توتر جديدة يمكن استغلالها من الجماعات الإرهابية والمهربين.
أهمية تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي
أمام هذا الواقع، يصبح تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي خطوة استراتيجية ضرورية. إذ يتيح ذلك تشديد الرقابة على التمويل وملاحقة القيادات وفرض عقوبات دولية تحد من قدرة الجبهة على التجنيد والتنقل. كما أن هذا التصنيف يعزز التعاون الأمني بين دول الساحل ويحد من مخططات الجزائر لزعزعة استقرار المنطقة.
التحرك الاستباقي ضرورة لا بد منها
- لمواجهة نشاطات البوليساريو في موريتانيا، يجب اعتماد مقاربة شمولية:
- تطوير التعاون الأمني الإقليمي بين موريتانيا والمغرب ودول الساحل.
- تعزيز القدرات الدفاعية والاستخباراتية لموريتانيا على الحدود.
- تنسيق التحرك الدبلوماسي لمطالبة المجتمع الدولي بتصنيف الجبهة كتنظيم إرهابي.
بهذه الاستراتيجية، يمكن لموريتانيا حماية أمنها الوطني وقطع الطريق أمام أي محاولات لزعزعة استقرارها أو تفكيك وحدتها الترابية.