فيات الجزائر وتحديات الصناعة الوطنية.. هل يعكس الإنتاج النمو الحقيقي؟

أعلنت شركة فيات الجزائر أن مصنعها في طفراوي بولاية وهران أنتج 50 ألف مركبة منذ افتتاحه أواخر 2023. لكن هذا الرقم يثير تساؤلات حول جدوى السياسات الحكومية في دعم الصناعة الوطنية. قطاع السيارات ظل يعاني لسنوات من الاحتكارات ونقص الدعم للمصانع المحلية.

إنتاج فيات الجزائر.. أرقام طموحة وأهداف واضحة

أنتج المصنع 17 ألف سيارة خلال 2024، وتخطط الإدارة للوصول إلى 60 ألف وحدة في 2025 و90 ألف مركبة في 2026. على الرغم من تصاعد الأرقام، يبقى استفادة الاقتصاد الوطني والمواطنين محدودة. الحكومة لم تضع خطة واضحة لدعم المكونات المحلية أو الصناعات الصغيرة.

الكفاءات الجزائرية وراء الإنجاز

قاد 1.784 موظف جزائري العمل في المصنع، واستفادوا من أكثر من 432 ألف ساعة تدريبية بالتعاون مع المعهد الوطني للتكوين المهني ببلقايد. رغم أهمية التدريب، يظل تركيز الإدارة على تلبية متطلبات الشركة الإيطالية الأم أكثر من تطوير استراتيجية وطنية للصناعة.

التدريب في وهران.. هل يكفي لدعم الصناعة المحلية؟

يستقبل المصنع متربصين من ستة مراكز تكوين في وهران. يتلقون تدريبات عملية في مختلف تخصصات السيارات. رغم أهمية التدريب، تظل المبادرات محدودة التأثير على تطوير خبرات صناعية محلية متكاملة، وتهدف أساسًا لتلبية احتياجات المصنع الأجنبي.

فيات الجزائر في السوق العالمية

أسست علامة فيات الإيطالية عام 1899 في تورينو، واشتهرت بإنتاج سيارات صغيرة واقتصادية، مع تقنيات مثل التيربو ديزل والدفع الأمامي. تضم المجموعة علامات بارزة مثل ألفا روميو ومازيراتي ولانسيا، وتملك حصصًا في شركات عالمية أبرزها كرايسلر.

تركز فيات على الأسواق الأوروبية وأمريكا اللاتينية، مع حضور محدود في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في الجزائر، تنافس شركات مثل فولكسفاغن وبيجو، مستفيدة من دعم حكومي غامض، بينما تواجه الصناعات المحلية تحديات حقيقية.

هل يعكس إنتاج فيات الجزائر نموًا حقيقيًا؟

يبقى السؤال: هل يمثل إنتاج فيات الجزائر نموًا حقيقيًا للصناعة الوطنية، أم استفادة الشركات الأجنبية من السياسات الحكومية دون تعزيز الاقتصاد المحلي؟ الأرقام تشير إلى نمو الإنتاج، لكن الواقع يوضح ضعف استقلالية الصناعة الوطنية وفرص العمل المستدامة للشباب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى