جدل سياسي حول حضور إبراهيم غالي في معرض التجارة الإفريقية بالجزائر

وصل إبراهيم غالي، رئيس ما يسمى بجبهة البوليساريو، إلى الجزائر يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، للمشاركة في فعاليات المعرض الإفريقي للتجارة البينية (IATF 2025)، الممتد من 4 إلى 10 سبتمبر. ويهدف المعرض إلى تعزيز التعاون التجاري بين الدول الإفريقية. ومع ذلك، أثار حضور غالي جدلاً سياسياً واسعاً، خصوصاً في ظل استمرار المواطن الجزائري في مواجهة أزمات معيشية متفاقمة. وبالتالي، تزايدت التساؤلات حول جدوى استضافة هذا الحدث.

المعارض الاقتصادية واستغلالها سياسياً

رغم أن المعرض يحمل طابعاً اقتصادياً، استغلت السلطات الجزائرية الحدث لدعم مواقفها السياسية الإقليمية. وعلاوة على ذلك، وظف النظام هذه المناسبات لتعزيز صراعاته الخارجية، متجاهلاً أولويات المواطنين. وفي المقابل، يحتاج الجزائريون إلى سياسات عملية لتحسين الوضع المعيشي، ومحاربة الفساد، وخلق فرص عمل. إذ إن استعراضات السلطة السياسية لم تسهم في معالجة المشاكل الحقيقية للشعب.

استقبال رسمي يثير الانقسامات

استقبل وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، غالي في القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي. ويعكس هذا الاستقبال رغبة النظام في منح الشرعية لشخصية مثيرة للجدل. فيما يواجه الشعب أزمة ثقة كبيرة مع مؤسسات الدولة، إذ فشلت الوعود الحكومية في معالجة الأزمات الاقتصادية. كما أثار المشهد استياءً واسعاً داخلياً وخارجياً.

رسائل سياسية على حساب المواطن

يشير المراقبون إلى أن الجزائر أرادت من خلال استقبال غالي إرسال رسالة إقليمية تؤكد استمرار دعم جبهة البوليساريو. مع ذلك، يتساءل المواطنون عن سبب استثمار موارد الدولة في صراعات خارجية لا تحقق منفعة مباشرة، بينما تتجاهل الحكومة معالجة تحديات الداخل مثل البطالة وتدهور الخدمات العامة. وهذا يعكس اختلالات واضحة في أولويات السلطة.

انعكاسات على صورة الجزائر دولياً

خلط النظام العسكري الجزائري بين السياسي والاقتصادي حوّل المعرض إلى منصة لإبراز تحالفات سياسية مثيرة للجدل، رغم أن الهدف الرئيسي كان تعزيز التعاون التجاري الإفريقي. وقد أدى هذا المزج بين السياسة والاقتصاد إلى تقليل ثقة المستثمرين الدوليين في الجزائر، وزيادة العزلة الإقليمية للنظام. علاوة على ذلك، قد تتأثر الشراكات الاقتصادية المستقبلية بهذا النهج.

الحاجة إلى مراجعة السياسات الداخلية والخارجية

استمرار النظام في دعم شخصيات مثيرة للانقسام عزل الجزائر داخلياً وخارجياً. وفي الوقت نفسه، يحتاج الشعب الذي يعاني من غلاء المعيشة وتراجع الخدمات إلى مبادرات ملموسة لتحسين حياته اليومية. وتعكس هذه السياسات الفاشلة غياب رؤية واضحة لإنقاذ البلاد من أزماتها المتعددة. لذلك، تفرض المرحلة الحالية مراجعة شاملة للسياسات، لضمان وضع مصلحة المواطن في مقدمة الأولويات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى