إصلاح المنظومة الصحية في الجزائر.. هل تتحول الخطابات إلى أفعال؟

من جديد، عاد وزير الصحة محمد صديق آيت مسعودان ليرأس اجتماعاً مع إطارات الإدارة المركزية لمناقشة ملفات المنظومة الصحية. الاجتماع عقد أمس الثلاثاء في العاصمة، وسط وعود كثيرة بالإصلاح، لكن دون مؤشرات واضحة على التطبيق الفعلي. فالسؤال المطروح اليوم: متى تتحول هذه الخطابات إلى نتائج ملموسة يلمسها المواطن الجزائري؟

ماذا ناقش الوزير؟

اللقاء شهد عرضين مفصلين. الأول تطرق إلى واقع الاستعجالات الطبية وما تعانيه من نقص في الإمكانيات البشرية والتقنية. الثاني تناول الوضعية الوبائية الحالية والبرامج الوقائية. لكن ما يثير الاستفهام: هل تكفي هذه العروض لحل أزمات متجذرة منذ سنوات؟

من المسؤول عن فشل الإصلاح؟

الوزير دعا إلى تغييرات جذرية في مصالح الاستعجالات وتجهيز المؤسسات الجوارية بأجهزة أساسية لتخفيف الضغط على المستشفيات الكبرى. كما طالب بتقارير عن خدمة الإعانة الطبية المستعجلة وتطويرها بالتنسيق مع الحماية المدنية. ومع ذلك، المواطن يتساءل: لماذا لم تُنفذ هذه القرارات منذ سنوات؟ ومن يحاسب المسؤولين عن هذا التأخر؟

أين تذهب ميزانيات الصحة؟

الخطة المعلنة تضمنت تحسين التكفل بمرضى الجلطات الدماغية، واستحداث مصالح طبية دقيقة، وتوسيع التعاون مع وكالات وهيئات صحية وطنية. غير أن هذه النقاط تبقى حبراً على ورق، في وقت تنهار فيه المرافق الصحية وتعاني المستشفيات من اكتظاظ ونقص تجهيزات أولية. المواطن البسيط يرى الأموال تُرصد في الخطط، لكنه لا يلمس أثراً لها على أرض الواقع.

ماذا عن وضعية الأطباء والممرضين؟

الوزير شدد على ضرورة استكمال القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية لموظفي القطاع. لكن هذه الوعود تكررت في عهد وزراء سابقين دون نتيجة. الأطباء والممرضون يواصلون الاحتجاج بسبب ضعف الأجور وظروف العمل القاسية، ما يطرح سؤالاً حول صدقية الخطاب الرسمي.

متى يرى المواطن إصلاحاً حقيقياً؟

في ختام الاجتماع، دعا الوزير إلى العمل الجماعي والتنسيق بين مختلف القطاعات. غير أن التجارب السابقة أثبتت أن الخطابات وحدها لا تكفي. المواطن الجزائري يريد إصلاحاً ملموساً في الاستعجالات والمستشفيات، لا تصريحات متكررة. الإصلاح الحقيقي يبدأ بالشفافية، بالمحاسبة، وبإرادة سياسية تتجاوز الشعارات.

في النهاية، يظل إصلاح المنظومة الصحية في الجزائر مرهوناً بإرادة سياسية حقيقية، لا بخطابات رسمية متكررة. المواطن اليوم يبحث عن كرامة في العلاج، وعن مستشفى يوفر له الحد الأدنى من الخدمة. فالإصلاح لا يقاس بعدد الاجتماعات والوعود، بل بمدى شعور المواطن بتحسن ملموس في حياته اليومية. وإلى أن يحدث ذلك، ستبقى أزمة الصحة عنواناً بارزاً لفشل سياسات الحكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى