من تندوف إلى أوروبا.. البوليساريو بؤرة إرهابيةتحت رعاية جزائرية

لم تعد مخيمات تندوف، الواقعة تحت وصاية الجزائر وتسيير جبهة البوليساريو، مجرد بؤر عزلة جغرافية، بل تحولت إلى ورم أمني متفش في خاصرة شمال إفريقيا، فوفقا لتحليل ناري نشرته مجلة ذا ناشيونال إنترست، فإن الجبهة لم تعد حركة انفصالية، بل صارت أداة خطيرة بيد الجزائر، تستخدم لتفجير الاستقرار الإقليمي، بدعم مباشر من إيران وتناغم مريب مع شبكات الإرهاب العابر للقارات. هذه التحذيرات الصارخة ليست تكهنات سياسية، بل تستند إلى مراسلات استخباراتية تؤكد التنسيق بين البوليساريو وميليشيات كحزب الله، بل والتحريض على الهجوم على السفارة الإسرائيلية في الرباط.
الجزائر، التي تتفاخر بخطاب “الحياد” و”الحق في تقرير المصير”، تنكشف اليوم كدولة راعية للتطرف وممولة غير مباشرة للإرهاب، بعدما أدرجها الاتحاد الأوروبي رسميا في قائمته السوداء للدول عالية الخطورة في تمويل الإرهاب وغسل الأموال. هذا التصنيف لم يأتِ عبثًا، بل هو نتيجة تقارير دولية تثبت تغاضي الجزائر بل وتواطؤها في تسليح وتدريب البوليساريو، وتمكينها من علاقات مشبوهة مع النظام الإيراني وجماعات جهادية في الساحل.
وفي تطور خطير، كشفت صحيفة لافانغارديا الإسبانية أن العشرات من المتطرفين المنحدرين من مخيمات تندوف يتزعمون اليوم فروع تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل الإفريقي، بعد أن تلقوا تكوينًا إيديولوجيًا ولغويًا في قلب المنظومة “الإنسانية” التي تحتضنها الجزائر. أطفال تم تصديرهم إلى أوروبا تحت شعار “عطلة في السلم”، عادوا كدعاة موت يجيدون الإسبانية وينشرون التحريض باسم الجهاد.
في ظل هذا المشهد القاتم، يبرز المغرب كجدار الصد الأخير في وجه هذا الانفلات الإرهابي. لم تعد القضية نزاعا إقليميا، بل أصبحت امتحانًا للضمير الدولي. فالصمت عن ممارسات الجزائر، التي ترعى الإرهاب تحت عباءة دعم “قضية”، لم يعد حيادا، بل تواطؤا صريحا ضد أمن المنطقة والعالم.