مكافحة الإرهاب بالجزائر.. من المستفيد ومن المتضرر بعد القضاء على إرهابيين بولاية تبسة؟

تمكنت مفارز الجيش الوطني الشعبي، ليلة أمس، من القضاء على ستة إرهابيين في منطقة ثليجان بولاية تبسة. واسترجعت القوات ستة مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف، إضافة إلى كميات معتبرة من الذخيرة وأغراض أخرى، وفق بيان وزارة الدفاع الوطني.
لكن يبقى السؤال: هل هذه العمليات العسكرية تعكس إنجازاً حقيقياً أم مجرد بيانات إعلامية؟ فالتنظيمات الإرهابية لا تزال تنشط في مناطق متعددة من الجزائر رغم الحملات المتكررة.
استمرار التهديدات: واقع مكافحة الإرهاب
السلطات تصف كل عملية بأنها نجاح باهر، بينما المدنيون يعيشون في خوف مستمر. الواقع على الأرض يظهر أن العمليات العسكرية تعالج المشكلة جزئياً فقط. وكثيراً ما يتم إخفاء حجم الخسائر الفعلية للمدنيين والمجهودات الميدانية الحقيقية.
من المستفيد ومن المتضرر؟
النجاحات العسكرية المعلن عنها غالباً ما تخدم الجانب الإعلامي فقط. المدنيون يتعرضون للتهديدات، بينما الإعلام يقتصر على نقل بيانات وزارة الدفاع. هذا يعكس فشلاً في بناء استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب تحمي المواطنين بشكل فعلي.
الثغرات الأمنية وتأثيرها على مكافحة الإرهاب
ضعف التنسيق المدني-العسكري، نقص الاستخبارات الدقيقة، وتأخر تطوير البنية التحتية الأمنية كلها عوامل أدت لاستمرار الإرهاب. القضاء على عناصر محدودة لا يعني القضاء على التنظيمات نفسها.
خطوات عاجلة لتحسين مكافحة الإرهاب
لتكون جهود مكافحة الإرهاب فعالة، يجب تطوير شبكات المراقبة وتعزيز التعاون مع المجتمعات المحلية. كما ينبغي إعادة تأهيل المناطق المتضررة اجتماعياً واقتصادياً. التوعية المجتمعية ومكافحة التطرف ضرورة أساسية. بدون هذه الخطوات، ستظل العمليات العسكرية مجرد واجهة إعلامية بلا تأثير ملموس على حياة المواطنين.
الأفق المستقبلي: من البيانات إلى الاستراتيجيات الحقيقية
بينما تصر الدولة على تصوير هذه العملية كنجاح، الواقع يثبت أن الحلول المؤقتة لا تكفي. يجب الانتقال من التصريحات الإعلامية إلى استراتيجيات شاملة لمكافحة الإرهاب تشمل الأمن، التنمية، والمجتمع المدني. يبقى السؤال: هل ستتحول هذه الإنجازات العسكرية إلى سياسات فعالة أم ستبقى عروضاً إعلامية موسمية؟