عصرنة مطار الجزائر الدولي.. وعود الحكومة بين الرقمنة والواقع

ترأس وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، سعيد سعيود، اجتماعًا تنسيقيًا بقصر الحكومة لتقييم مدى تقدم مشروع عصرنة مطار الجزائر الدولي. يأتي هذا الاجتماع بعد توجيهات سابقة تضمنت إعداد فيديو محاكاة يوضح الفارق بين المسار التقليدي والمسار الذكي المقترح، من حيث السرعة والانسيابية والفعالية.
الفارق بين المسار الكلاسيكي والمسار الذكي
العرض المقدم في الاجتماع أبرز الفارق الكبير بين النظام التقليدي للحركة داخل المطار والحلول الرقمية الحديثة. الوزارة أكدت على الحاجة الملحة لاعتماد التكنولوجيا لتقليص وقت الانتظار وتفادي الاكتظاظ.
لكن الواقع يشير إلى تأخر ملموس في التنفيذ. فالمسافرون ما زالوا يعانون من ازدحام طاولات التسجيل وطوابير التفتيش، ما يطرح سؤالًا حول قدرة الجهات المعنية على تحويل الخطط إلى واقع.
الرقمنة بين الإعلان والتطبيق
وزير الداخلية شدد على ضرورة تعويض نظام البصمات بوسائل رقمية مبتكرة، وسرعة إعداد دفتر شروط يضمن تعاقدًا فعالًا يحترم الشفافية والمعايير الدولية. إلا أن تطبيق هذه الحلول الرقمية يواجه عقبات بيروقراطية واضحة.
الأسئلة تبقى مطروحة: متى ستصبح الرقمنة حقيقة؟ وهل سيستفيد المسافرون من هذه التحسينات قريبًا، أم أن المشروع سيظل مجرد وعود إعلامية؟
التنسيق بين الجهات: شعار أم واقع؟
أشار الوزير إلى أهمية تعزيز التنسيق بين جميع الفاعلين بالمطار، من مصالح الأمن والجمارك إلى مؤسسة التسيير، لضمان نجاح التحول الرقمي. ومع ذلك، يبرز ضعف التنسيق عمليًا كأحد أكبر معوقات المشاريع الكبرى في الجزائر.
المواطنون والمسافرون لا يشعرون حتى الآن بأي تحسين ملموس، رغم تصريحات الحكومة حول “التقدم الملحوظ” في المشروع. فالتنسيق بدون آليات متابعة ومحاسبة يبقى مجرد شعار.
الواقع اليوم ومستقبل التحول الرقمي
رغم الشكر الذي قدمه الوزير لمؤسسة تسيير المطار ومصالح الأمن والجمارك، يبقى السؤال الأكبر: هل التحول الرقمي مجرد واجهة إعلامية أم خطة استراتيجية حقيقية لتحسين تجربة المسافرين؟
إن عصرنة مطار الجزائر الدولي يحتاج إلى خطوات عملية واضحة، سرعة تنفيذ، ومراقبة دقيقة لكل مرحلة. وإلا، ستظل وعود الحكومة شعارات فارغة، والمسافرون يدفعون الثمن على أرض الواقع.