استقلال منطقة القبائل.. خطوة مرتقبة تهز النظام الجزائري

تستعد حركة استقلال منطقة القبائل “ماك” والحكومة القبائلية المؤقتة في المنفى “أنافاد” لإعلان استقلال منطقة القبائل في 14 دجنبر المقبل. لذلك، يعتبر هذا الموعد محطة حاسمة في مسار النضال القبائلي ضد السلطة العسكرية في الجزائر.

ترى الحركة أن دعم بعض الدول، وعلى رأسها المغرب، يمنح هذه الخطوة وزناً سياسياً خاصاً. علاوة على ذلك، فإن المساندة الخارجية تضيف شرعية للمطلب القبائلي وتضع النظام الجزائري أمام ضغط متزايد.

النظام الجزائري واستغلال القضية القبائلية

صرح فرحات مهني، زعيم “ماك”، أن استقلال القبائل ليس عداءً للشعب الجزائري، بل محاولة لتحريره من سلطة الجيش. ومع ذلك، يصر النظام على استغلال القضية لزرع فكرة “العدو الداخلي”، بهدف تبرير القمع وإسكات الأصوات الحرة.

وأضاف مهني أن الجزائر ليست أمة متجانسة. فهي تضم شعوباً متعددة تعيش تحت حكم مركزي يفرض سيطرة شاملة. وبالتالي، فإن هذه السياسة تكرس النهب والقمع، وتعمق الانقسام الاجتماعي، وتغذي الغضب الشعبي.

نضال سلمي رغم القمع

أكد مهني أن الحركة متمسكة بالنضال السلمي. وفي هذا السياق، أوضح أن السلطة تحاول دفع القبائل إلى العنف، لكنها لن تنجح. فالنضال السياسي يبقى الطريق الأسلم لنيل الاعتراف الدولي. كما أشار إلى استمرار الاعتقالات التعسفية التي تطال النساء والأطفال، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الأساسية.

دعم خارجي وتحولات إقليمية

من جهته، قال القيادي أكسيل بلعباسي إن الشعب القبائلي يعوّل على دعم دولي واسع. إضافة إلى ذلك، ذكّر بأن المغرب عبر عن تأييده لحق تقرير المصير أمام الأمم المتحدة. وأكد أن إعلان الاستقلال من جانب واحد يمثل خطوة استراتيجية تتطلب تحالفات قوية.

وأشار بلعباسي إلى أن النظام يلاحق المناضلين ويزج بهم في السجون بتهم واهية. غير أن أي تصعيد قد يدفع القبائل إلى الشارع، وهو ما تخشاه السلطة العسكرية.

نظام معزول وداعم للإرهاب

يتهم معارضون الجزائر بدعم الإرهاب إقليمياً. فقد وضعها الاتحاد الأوروبي في قائمة الدول عالية المخاطر على مستوى تمويل التنظيمات. بالإضافة إلى ذلك، يناقش الكونغرس الأمريكي تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية. وبالتالي، فإن هذه المعطيات تزيد عزلة النظام وتضعفه أمام خصومه.

في النهاية، يرى نشطاء أن الدولة الجزائرية بشكلها الحالي تتجه إلى التفكك. ومن ثم، يعتبرون أن استقلال منطقة القبائل قد يكون بداية انهيار منظومة فرضها الجيش لعقود طويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى