النظام الجزائري يواصل الانتقام من الصحافي الفرنسي كريستوف غليز داخل سجن تيزي وزو

كريستوف غليز، الصحافي الفرنسي المستقل، يعيش منذ أشهر في عزلة قاسية داخل سجن تيزي وزو. فقد حكم عليه النظام الجزائري بالسجن سبع سنوات بتهم وُصفت دولياً بأنها سياسية. والتهمة الأساسية هي ما يسمى “تمجيد الإرهاب”، وهي التهمة الجاهزة التي يستخدمها النظام ضد كل صوت معارض.
عزلة ممنهجة لطمس الحقيقة
والدة غليز، سيلفي غودار، تمكنت من زيارته مرتين فقط منذ يونيو الماضي. وأكدت أن ابنها ما يزال يحافظ على معنويات قوية رغم الظروف الصعبة. ومع ذلك، شددت على أنّه يعيش عزلة تامة عن العالم الخارجي، الأمر الذي يوضح بجلاء سياسة القمع التي ينتهجها النظام ضد الصحافيين المستقلين.
وبالإضافة إلى شهادتها، دعا الوالدان إلى التعامل مع الملف بشكل إنساني وحقوقي. كما حذرا من تحويل قضية ابنهما إلى ورقة مساومة سياسية بين الجزائر وفرنسا. ومن جهة أخرى، أكدا أن الهدف يجب أن يكون إنقاذ حياة الصحافي والدفاع عن حريته، لا خدمة أجندات دبلوماسية ضيقة.
تهم مفبركة لخنق الصحافة
غليز هو الصحافي الفرنسي الوحيد المعتقل حالياً خارج بلاده. وقد اشتهر بعمله في الصحافة الرياضية، وشارك أيضاً في تأليف كتاب حول “العبودية الحديثة” التي يعانيها اللاعبون الأفارقة. وعندما جاء إلى الجزائر في ماي 2024 لإعداد تقرير عن نادي شبيبة القبائل، وجد نفسه فجأة أمام تهم ثقيلة.
فبعد أكثر من 13 شهراً من المراقبة القضائية ومنعه من السفر، أصدر القضاء الجزائري حكماً قاسياً ضده. وزعمت السلطات أنّه ارتكب جرائم مثل “تمجيد الإرهاب” و”حيازة منشورات دعائية”، غير أنّ هذه الاتهامات لم تستند إلى أي أدلة حقيقية. بل إنّها اعتمدت فقط على تواصله مع شخصية رياضية تعتبرها السلطة تابعة لحركة “الماك”، التي صُنفت تعسفاً كمنظمة إرهابية منذ 2021.
وبذلك، يتضح أنّ الهدف من هذه المحاكمة ليس حماية “الأمن القومي” كما تدعي السلطة، بل إسكات صحافي كشف جانباً من هشاشة النظام.
النظام يخشى الكلمة الحرة
كشف قضية كريستوف غليز الوجه الحقيقي للنظام الجزائري. فهو لا يتحمل النقد، ولا يسمح بوجود صحافة مستقلة. لذلك، يفضل أن يزج بالصحافيين في السجون عبر تهم مفبركة.
وعلاوة على ذلك، يبعث النظام برسالة واضحة إلى الداخل والخارج مفادها أنّ حرية التعبير خط أحمر. ورغم ذلك، فإنّ مثل هذه القضايا لا تزيد إلا من عزلته الدولية وتكشف خوفه العميق من الكلمة الحرة.