الجزائر تُقلّب أوراقها: مشروع “حكم ذاتي” على طريقة المغرب لحل أزمة القبايل؟
في تحوّل لافت في تعاطيها مع ملف القبايل، كشفت صحيفة “ساحل أنتلجنس” أن الجزائر تدرس بصمت خياراً غير متوقع: تقديم عرض بالحكم الذاتي في منطقة القبائل، مستوحى من المبادرة المغربية بالصحراء، التي لطالما هاجمتها.
الصحيفة، المتخصصة في تتبع شؤون منطقة الساحل، أفادت في تقرير حديث أن مسؤولين جزائريين دخلوا في اتصالات غير مباشرة مع فرحات مهني، زعيم حركة “الماك” التي تنشط في باريس وتطالب باستقلال منطقة القبايل، رغم تصنيفها من طرف الجزائر كـ”تنظيم إرهابي”.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي أوروبي مطّلع، فإن الجزائر تُجري مفاوضات سرية لبلورة صيغة “حكم ذاتي” تسمح بإبقاء منطقة القبايل تحت السيادة الجزائرية، مع منحها صلاحيات موسعة، تماماً كما يقترح المغرب في مبادرته بالصحراء.
التقرير يشير إلى أن وسطاء غير رسميين كلّفوا بمهمة جسّ النبض وفتح قنوات النقاش مع مهني، الذي لم يُبدِ رفضاً مبدئياً، لكنه اشترط قبل أي حوار جاد رفع الحظر عن “الماك”، الإفراج عن المعتقلين السياسيين، والاعتراف بالهوية التعددية الأمازيغية.
المعطيات الجديدة تطرح تساؤلات جدية حول مدى تحوّل موقف الجزائر من خيار المواجهة إلى خيار الحلول السياسية، وإن كان فعلاً تسعى لتقليد النموذج المغربي بعدما ظلت تعارضه لسنوات.
