منطقة القبائلأخبار بارزةمجتمع

مسيحيو القبائل تحت جحيم نظام شنقريحة.. يستنجدون بالإدارة الأمريكية ضد الاضطهاد الديني

بينما يواصل نظام العسكر الحاكم بالجزائر بقيادة شنقريحة سياسة القمع الممنهج، يقف المسيحيون القبائل في الواجهة، يكابدون أهوال الاضطهاد والتمييز بسبب معتقداتهم الدينية. في قلب منطقة القبائل، تتحول الكنائس إلى أطلال مغلقة، ويُحاصر المصلون بتهم مبهمة، فيما تتسع دائرة الخنق الأمني يوماً بعد يوم. أمام هذا الجحيم، لم يجد المسيحيون القبائل بداً من الاستنجاد بالإدارة الأمريكية، طلباً للتدخل العاجل لوقف الانتهاكات وإعادة الحق لأهله.

وفي خطوة جريئة، وجه ائتلاف المسيحيين في منطقة القبائل رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مطالباً بتدخل فوري ضد نظام العسكر بسبب حملته المستمرة على حرية المعتقد في هذه المنطقة الأمازيغية.

وفي الرسالة الموجهة إلى البيت الأبيض، أعرب الائتلاف عن بالغ قلقه إزاء التدهور الخطير لوضع الحريات الدينية، مشيراً إلى أن النظام العسكري الحاكم لجأ إلى المادة 87 مكرر – التي أُقرت في الأصل لمكافحة الإرهاب عام 2021 – كأداة قمع جديدة تستهدف المسيحيين في البلاد.

وكشف الائتلاف أن هذه المادة أصبحت شماعة لقمع الكنائس الإنجيلية، حيث تم إغلاقها قسرياً باستثناء واحدة فقط، مما حوّل حياة المسيحيين إلى جحيم من الملاحقات والاعتقالات وحتى التهديدات بالسجن لمجرد ممارسة عباداتهم داخل منازلهم. وأضاف أن المتحولين من الإسلام إلى المسيحية يواجهون اتهامات فضفاضة مثل “تقويض أمن الدولة”، في انتهاك صارخ للحقوق الأساسية.

وأشار الائتلاف إلى أن هذه الممارسات الفاضحة تناقض التزامات الجزائر الدولية، بما فيها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. كما ذكّر بأن الجزائر مدرجة منذ 2020 على “قائمة المراقبة الخاصة” الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، وتصنفها منظمة “الأبواب المفتوحة” ضمن أسوأ الدول اضطهاداً للمسيحيين.

ولم تغفل الرسالة عن تسليط الضوء على قضية سليمان بوحفص، الناشط المسيحي الذي قضى ثلاث سنوات خلف القضبان بسبب قناعته الدينية، قبل أن يُفرج عنه في شتنبر الماضي وسط استمرار التضييق عليه.

في ضوء هذا الوضع المتأزم، طالب الائتلاف الإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات صارمة، من بينها فرض عقوبات على المسؤولين الجزائريين المتورطين، وفقاً لـ”قانون ماغنيتسكي العالمي”، وتصنيف الجزائر كدولة “مثيرة للقلق الخاص” بموجب “قانون الحرية الدينية الدولية”، والضغط لفتح الكنائس المغلقة.

كما دعا الائتلاف إلى ربط المساعدات والاتفاقيات التجارية الأمريكية مع الجزائر بتحسين ملموس في أوضاع حرية الدين، مؤكداً أن قمع المسيحيين ليس سوى حلقة في سلسلة انتهاكات حقوق الإنسان التي تنتهجها السلطة تحت سياسة “صفر قبائل”. وعبّر الائتلاف عن استعداده لتقديم وثائق إضافية تثبت حجم الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في الجزائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى